أنتِ فى جلدى وعظمى وأحشائى

أشتاقكِ نعم اشتاقك
أنتِ فى جلدى وعظمى وأحشائى
ورغم شموخى وكبريائى . أعود إليك
رغم تمردى وترددى أعود إليك
أعود إليك هربا منك
أنتِ التى اهرب منها عندها
واختبئى عنها داخل صدرها وانتِ التى انسى نفسى بينها
بل انت نفسى أنتِ الحياة وأنتِ النجاة
وأنتِ غنائى ودمائى
لهذا . رغم كل شئ أعود إليكِ
أعود إلى ذكراكِ إلى ترانيم هواكِ
فما اجد غير الذكرى وبقايا من دموع سكرى
تناديكِ تناجيكِ وتبكيكِ
وربك عودى وحبك عودى

وأعود لانتظرفما عاد لى غير النتظار
وآه لو تعلمى كم فيه من قسوة
كم فيه من مرار
ولكنى رغما عن قلبى سأظل أنتظر
أناجيكِ بين النجوم الاقيكِ خلف الهموم
وأعود وأنتظر
أناجيكِ فأحيا . وأعود فأحتضر
اناديكِ فوق أوراقى . وأكسيكِ نور أحداقى
فألقاكِ بين اعماقى
وأعود فأنتظر . لعلك تعودى فتعود لى الحياة
عودى . وحبكِ عودى حتى تلتئم أجزائى

حبيبتى
طالت وحدتى وضللت سكتى . وتناثرت أضوائى
عودى حتى يعود الماء إلى طمى تكوينى
حتى يزول الجفاف ويغيب الشتاء وينتهى إلى الأبد آنينى
وحبك عودى

فقد تحلفت بكل مافوق الأرض فما زادنى هذا إلا
بردا وجمودا
عودى فكل النيران التى تحت الأرض اشعلتها فما وجدتها إلا
كخيمة سراب أو سحابة بين غياهب الضباب
عودى وكفانى ماكان من الجراح
عودى فما أصبرنى على الفراق والسهاد والنواح
أو لاتعودى فما أحلاها لحظات
الحب فى أعماق سفر الأحلام والهيام
كل مساء ألملم ذكرياتى

واعود مع الليل من إغتراب النهار
واتوه بين أيام الذكريات اتبعثر فى طرقات الماضى
لحظات أبتسم ثم انزلق فوق الدموع الحزينة
الشراع بيدى لن يفلت
تهدر بى أمواج الأسى ترمينى عند الهوى
اتنفس فوق الأطلال
وأشم اريح الأحلام . وأعود مع الليل
ألملم أحلاما ضاعت
وأعود فأطمع فى ليل يسكنه الفجر
والفجر يموت على قدمى ويموت النهر
ينهمر الموت على خدى . يبكى فى حكمة من وجدى
يخفى آناته فى صدرى . ويدارى الصمت
تنهمر الآه من الضلع الشاغر فيرفرف فى الأفق الصوت
أحببتك والعمر ينادى إنى أحببت
أحببتك
أحببتك ولهذا احفظ فى صمتى أحلام العمر
وما أحلاها لحظات العمر
أحبــــــك